المونديال بعيونٍ جديدة !
لا أحب كرة القدم ولا أكترث لها أبداً ، لكنني في هذه المرة شعرت بأن هناك ما يدفعني للمتابعة، حاولت أن أغوص في أعماق هذه الدوافع لأفهم لماذا كنت أصرف نظري عن التلفاز الذي يعرض مباريات المونديال إلى تركيز النظر والمتابعة باهتمام.
مرت الأيام وأثناء مكالمةٍ هاتفية لإحدى صديقاتي سمعت صوتاً منبعثاً من جوارها وكأنه صوت لمباراة كرة قدم فسألتها، هل تتابعون مباراة ما؟ أخبرتني: "إنها الجزائر وأمريكا .."، لم أنتظر كثيراً لأعرف ما تريده مني.. قلت لها أغلقي ونتحدث لاحقاً، فمن المهم أن أتابع هذه المباراة ، ذهبت نحو التلفاز وبدأت بالمشاهدة والمتابعة، وكان أملي كبيراً في أن تتفوق الجزائر على أمريكا لا لشيء إلا لأرضي غروراً عربياً يعيش في داخلي ، وإن كان الانتصار لن يأتينا إلا من خلال كرة القدم فأهلاً به .. لربما تلحقه انتصارات أخرى .

مضت الدقائق التسعون للمباراة وضاعت فرص كثيرة لكلا الطرفين، وفي الوقت بدل الضائع استطاع لاعب أمريكي أن يسجل هدفاً في مرمى الجزائر ، لكنه ورغم عدم خبرتي بهذه اللعبة كان هدفاً سهلاً يستطيع لاعب ذو مهارة ضئيلة أن يسجله، فقد كان المرمى أمامه مفتوحاً وكان الحارس والمدافع على الأرض، فما كان منه إلا أن اقتنص الفرصة ليسجل هدفاً يهز به شباك الجزائر، لتهتز القلوب العربية ألماً وحسرة .
انتهت المباراة وانتهى معها اهتمامي بالمونديال .
أعلم بطبيعة الحال أن هناك من ينظر إلى كرة القدم على أنها لعبة سخيفة ،لا تستحق هذا الاهتمام العالمي لكنني في كل لحظةٍ من لحظات المباراة كنت أرتدي نظارة التاريخ ، وكان بحوزتي الكثير من التفاؤل لترتسم ابتسامة جميلة على وجه مواطن عربي بسيط كان يتابع المباراة .

ولكني أقول لربما بعد أربعة أعوام يحمل لنا المونديال القادم أملاً بتألقٍ عربيٍ أكبر، وحينها سأكون متابعةً أولى لكل مباراةٍ عربية فربما تعيد لنا كرة القدم أمجاداً فشل الآخرون في استعادتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق