الأربعاء، 22 فبراير 2012

مشاعري تجاه طائرة !



مش كتير منيح الشعور لما الواحد يحس انو كل الناس اللي حواليه حتوصفه بالمجنون ، بس بنفس اللحظة هم مش فاهمين عليه وهو مش فاهم عليهم بمعنى آخر وبلا كترة حكي زي اللي ممكن يكون فاقد بصره ويشوف الدنيا لأول مرة اي حد  حيشوفه وهو بيتطلع ع الدنيا بدهشة واستغراب حيقول عنه اكيد مجنون ،، أي حد حيشوفه يقول يا الله السما زرقا ! أكيد حيقولوا عنه مجنون بس هو بالواقع اول مرة يشوف السما ففرحان ع لونها .. 
في يوم من ذات الأيام لما كنت بمصر والساعة كانت يمكن 2 بالليل وأنا بحاول أنام فجأة سمعت صوت طيارات سكرت وداني وصرت اتطلع يمين وشمال وانا حاسة حالي مش فاهمة مابخفي عليكم انو بديت اشعر بتوتر بسيط سرعان ما راح بمجرد ماتذكرت انو انا بمصر مش بغزة ومضيت الليلة ع خير .. في اليوم اللي بعده رحنا على معرض الكتاب اللي بمدينة نصر وكان بالنسبة الي كنز ثمين اشتريت ما يقارب الـ 70 كتاب في تخصصات الاخراج والسينما والتمثيل والمونتاج والموسيقى وكل ما يتعلق بالأفلام  والإنتاج ،، وبينما احنا بنتجول بالمعرض ورندا كانت ماشية معي بشدها هيك بحكيلها رندا شووفي .. رندا صارت تتطلع بحكيلها ولك شوفي الطيارات يا الله ولك طيارات ماشية عادي بالسما ومابتقصفش رندا لسا بتطلع فيا وبتقول اكيد بينها وبين عقلها مالها هادي البنت .. أنا طلعت جوالي وبديت أصور الطيارات بشكل لا إرادي .. مش لاني ولا عمري شفتها بس لاني ولا عمري حسيت بالأمان لما أشوفها بس هالمرة كان شعور مختلف انا صرت اتطلع بالطيارات وعيوني مش راضية تفارقها .. حسيت حالي زي طفلة صغيرة بتلاحق بنظرها طيارة ورق مبسوطة عليها .. 
يا الله .. طيارات طبيعية بتحمل بني آدمين مسافرين ،، 26 سنة الي كلمة طيارات مابتعنيلي إلا أنه في حد الآن بدو يموت هو أنا ولا غيري ؟ في صوت عالي كتير الآن بدي أسمعه .. حينكسر الشباك؟؟ ،، طيب لو انكسر الشباك حأنجرح؟ الأفضل أبعد عن الشباك وبوسط زحمة الافكار هادي صوت حد بحكيلنا نفسوا الشبابيك شوية مشان لو صارت ضربة قوية ما ينكسروا الشبابيك ..
بتذكر زمان أيام الانتفاضة الثانية بسنة الـ 2000 كان في لطيارات الإف 16 معيار أنه بتلف تلات لفات بعدين بتقصف ،، فكنا نقعد نعدلها اللفة الاولى .. اللفة التانية .. اللفة التالتة ... وهووووووووووب قصف .. بنحاول نسلي حالنا وبنعد للطيارات لفاتها .. صوت مرعب تربينا عليه وانحرمنا الشعور الطبيعي تجاه اي طيارة .. ممكن تمر .. لانه بس اشوف اي طيارة مش بسهولة ممكن اتقبل انها طيارة مسافرين واكيد حضل اتطلع فيها واكيد الناس حتحكي عني مجنونة .. انا فعلا مجنونة متشوقة للحظة حرية وأمان في بلدي .. 
ومشتاقة للحظة أحلق فيها بسما غزة فوووق فوووق بطيارة من مطار بلدي .. بتصدقوا اني مشتاقة اشوف غزة من فووق أكيد حتكون حلوة كتير .. حيكون شعوري حلو والطيارة بتنزل شوية شوية وبتبدا البيوت والعمارات تبين منيح .. وأقعد أحزر وين دارنا بالزبط؟ وهووووب إلا أنا واصلة المطار بكل شموخ وفخر واعتزاز نازلة ورايحة ع بيتي تاني .. سافرت باحترام وبحرية وبمطار بمدينتي الفلسطينية بدون ما يكون في حد بتحكم فيا !! 

الأحد، 12 فبراير 2012

6 جنسيات * 6 أيـام !



هناك في مصر .. وتحديداً في مدينة القاهرة التي أشعر في كل مرة أزورها أنها تتسع أكثر فأكثر حتى تكاد تضم مصر كلها إليها ! 
كنا نسير أنا وصديقاتي باتجاه أحد المجمعات التجارية لابتياع بعض الاحتياجات التي كانت تلزمنا وقد تقابلنا في طريقنا ببعض المتسولين الذين تسارعوا نحونا يطلبون المساعدة ويسألوننا إن كنا من ليبيا فنظرنا أنا وصديقاتي إلى بعضنا البعض وضحكنا في نفس اللحظة فما هو وجه الشبه بيننا وبين الليبيين لم نفهم .. ولم نعر الأمر إلا اهتمام دقائق فقط ومضينا في طريقنا لنصادف آخرين يسألوننا إن كنا من ليبيا !  ما الأمر لسنا نتحدث اللهجة الليبية .. ولا نعتقد أن لنا شبهاً بالليبيين .. كنا نحاول أن نبحث عن الرابط العجيب .. لنفهم السر هنا ! حتى أخبرنا أحدهم أن الليبيين أثناء الثورة نزح الكثير منهم إلى مصر ..فمن كثرتهم أصبح البعض يعتقد أن كل غريبٍ عن دياره يتحدث بلسانٍ غير مصري هو ليبي .. ! 


مضى هذا اليوم وقد كانت الجنسية الليبية هي هويتنا بينما نتجول في بعض شوارع القاهرة وفي صباح اليوم التالي وبينما نحن نتجول في مكانٍ آخر استوقفنا أحد المحلات التي تبيع الإيشاربات المزركشة بالأحرف العربية وبينما نتحدث مع صاحبة المحل صمتت لحظة وقالت لي يبدو أنك من الأردن أليس كذلك صمت للحظة وقلت لها لا .. بل أنا فلسطينية .. لكن دعيني أخبرك أمراً هناك الكثير من أهل الأردن من ذوي الأصول الفلسطينية لذلك ستجدي تشابهاً بيننا .. شعرت أنها لم تفهمني لأنها أصرت أنني أبدو كأردنية فقط ! لم أشأ إكمال جدالي معها ابتعت الإيشارب وانصرفت إلى مكانٍ آخر كلما مشيت فيه باتجاه سمعت صوتاً عالياً يخبرني أأنت من سوريا؟؟ سوريا؟؟ جلت ببصري نحوهم لا أدري هل أرد عليهم وأقول لهم لا أنا فلسطينية ! أم أمضي في طريقي ولا ألتفت لهم .. وقد فعلت !


مضى وقت طويل يكفي لكي أشعر بالجوع  فذهبت إلى أحد المطاعم المكسيكية ! وجلست على الطاولة في انتظار ما طلبت وفي ذلك الوقت شعرت بأن بطارية هاتفي النقال قد شارفت على الانتهاء فناديت النادل وقلت له بلهجة فلسطينية : " لو سمحت بدي أشحن جوالي في إمكانية"؟ فتغيرت تعاليم وجهه ونظر إلي بنظرة كلها أسى واعتذار وقال لي بلهجةٍ مصرية :" معلش حضرتك أنا مابتكلمش سعودي" لم أتمالك نفسي من الصدمة ! قلت له :" بس هادا مش سعودي "! فقال لي معتذراًومصححاً :" ولا بتكلم كويتي حضرتك معلش " وهم بالانصراف لكنني باغته وقلت له :" وهادا مش كويتي !" " هادا فلسطيني "!! ظل صامتاً للحظات ومن ثم أخذ مني هاتفي ليشحنه ! وتركني حائرة ! ليزيد حيرتي مدير مطعمٍ آخر زرناه في آخر يومٍ لي في القاهرة وقد كنت أتحدث إلى إحدى صديقاتي عبر الهاتف النقال وبينما أنا منهمكة بالحديث جاء إلينا مدير المطعم مرحباً بشدة يسأل صديقاتي بعد أن سمع لهجتي ومكالمتي قائلاً لهم " أهلا بيكم انتو توانسة" ؟؟ 


يا إلهي !! حتى اللحظة لم أصادف أحداً يسألني هل انتي فلسطينية .. كم كنت مشتاقة لأسمع :" يبدو أنك فلسطينية" من شخص ما يراني هناك ! الكل يجمع على أنني غريبة عنهم منحوني 6 جنسياتٍ ولكنهم أبعدوني عن وطني .. أعذرهم لكنني تألمت كثيراً شعرت أن هويتي ضائعة فعلاً حتى وإن كنت أملكها فلا أحد يعرفني .. فلهجتي لا يفسرها أحد ولغرابتها عليهم يحاولوا أن يقربوها لأقرب لهجةٍ يعرفونها فيبدأوا بالتخمين فهذا يعتقد أنني أردنية وذاك أنني سورية والآخر تونسية .. تتوق نفسي لأن أقابل أحداً يخبرني ويقول لي ! أنت فلسطينية ! هويتي تبعثرت وضاعت .. وإن كان من سببٍ لضياعها هو تقصير وإهمال إعلامي .. فكم هو عدد المسلسلات الفلسطينية أو الأفلام الفلسطينية التي انتشرت في الوطن العربي ليفهم المصري أن كلمة " بدي" يعني " عايز" ويعرف أن أحدهم عندما يقول " بدي أحكيلك شغلة" يعني :" عايز أقولك حاجة" متى سنبدأ بتأسيس إعلامٍ فلسطيني وهوية فلسطينية ليميزنا الآخرون بها .. 
أم أنها تلك الصورة النمطية المطبوعة في عقول كل عربي على أن الفلسطيني هو الملثم الذي يحمل الحجارة في كفه أو أنه ذلك الرجل المسكين الذي يبكي على أطلال منزله فقط .. أو أنها تلك المرأة التي تلبس تنورة سوداء فضفاضة وشالاً أبيضاً كبيراً ترفع يديها تدعو على اليهود وتبكي أمام بيتها المهدم .. هي مشاهد واقعية تحكي معاناة الشعب ..لكن الهوية الفلسطينية أكبر وأعمق من هؤلاء..